الجمعة، 17 سبتمبر 2010

الحياة

راحلون ... نأتي للحياة تحت اسم زوار ... سنة سنتان ... أو حتى خمسون ... ثم نمضي إلى حيث لا عودة من بعدها
قد نبكي نضحك ... نجرح أو نُجرح لا يهم كلنا نرتكب نفس الحماقات ولكنها تختلف من شخص لآخر فيختلف المسمى والمضمون
هي حياتنا هنا لا عدل فيها ... نرى الظالم ونرى المظلوم ... نبقى صامتين في كل الحالات نخاف النطق لجبن كبُر فينا ...
نرضع الحب من أثداء الأمهات .. نبقى أطفال لا نكبر ولكننا ننسى ما رضعناه مع الحليب ... حتى لذة حلاوته تنسى ويبقى في أفواهنا مرارة ما فعلته الحياة بنا
ونبقى أطفال لا نكبر ...
يتجاهل بعضنا تلك الطفولة الغافية في أحلامنا البنفسجية ... فيتجرد من اسم الإنسانية فهل رأيتم طفل يؤذي أو طفل يكذب !! فإن كذب لسانه فضحته عيونه
نتجاهل كل شيء بدواخلنا ... فماتنطقه عواطفنا جهل وترف ... والعقل دائما يأتي بالصواب !! أحقا هي كذلك
أم أن هناك طرف ثالث ؟؟ مارأيكم بالقلب أو بالدمع !!
كم بكيتم لوحدكم غربة ... كم بكيتم جرح !! لا أحد يهتم حقا ... فهي ثواني تخصنا وحدنا ونظن أن من حولنا يأبهون لها ونتناسا أن لديهم ما يكفي من الهموم
هي الحياة لا حدل فيها ... وإن أبكتنا نظن لا فرح بعدها وإن أفرحتنا نيقن أن لا دموع تليها
ننسى أو نتناسى ... النتيجة واحدة .. والحقيقة أن الحياة لا تضحك لأحد إلا بعد أن تبكيه ... ولا تبكي آخر إلا لتضحكه فيوم لك ويوم عليك
أنشدوها أغنية ... علهم يجملونها ... ولكن الحقيقة والوقائع لا تجمّل ولا تزخرف
من يضحكنا كثيرا يبكينا كثيرا في نهاية المطاف ... ويمر على قلوبنا وحياتنا الكثير من الأشخاص والوجوه لا تحفظ الذاكرة إلا بالمميزين
ولا أعني بكلمة مميز _ شيء إيجابي _ قد تكون قمة السلبية ...
ونتناساهم بعد أن يأتي من يسبقهم بما تميزوا به ... إنها سنة الكون كلن يمضي في طريق ويبقى من أولئك الأشخاص بقايا الماضي والذكريات
الحزينة والمفرحة ... كلها جميلة لأنها تمت بالزمن الماضي ولو عادت لكرهناها
هي الحياة دائما تأتي بعكس الرياح تأخذنا حيث تريد ... توهمنا بأنها تعطينا ما تمنيناه بيوم فقط لنبتسم قليلا لإشراقة شمسها وطلة قمرها
سنة سنتان وبعدها راحلون فخلوا في قلبي لكم أشياء مغرية أعود إليها بين فينة وأخرى
وخلوني في حياتكم نجمة أطلت ... واحترقت حتى ماتت
1-9 - 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق