الجمعة، 17 سبتمبر 2010

هروب كما أسمتها أمي !

قال ... حبيبتي أين أنت بخيالك تبحرين
فأجابت ... بسماء صافيه بها العصافير تطير
وإلى تلك الغيمة البيضاء نقية هي كقلبك
نظرت إليه وتبسمت ليعلو الخجل وجنتيها
تتمرد عينيها تحت جفنها... فالتهب الدم الجاري بعروقه
كان حبهم مجنون ... طائش
رمى بعرض الحائط كل القوانين والعرائف
في بادئ الأمر ذاب كل عنصر بالأخر كالماء النقي
تألفت ذراته فبات مادة واحدة تسيل بالجداول بكل
رقة .. بكل صفاء
فكانا كالماء وكانت كما طلب
مرت الأيام .. وزادت حياتها بحبه جمالا
سحرا وطعما أخر
بعد أن أثقل الناس قلبها جراحا وبكبريائها كسرا
كان ملجئها وكان مرتع لهوها وبسمة ترتسم بلطف على وجهها
وكان ..
كان يأتي كالعاشق الولهان
يسرح بالكلام ينسى النوم والتعب وكل أنواع
الهلاك
يضحكها ويزخرف يومها
يشعرها بأنه رجل سيحميها من دمعها
من قهر الزمان
يشعرها بأن القلب لا يجب بعد الأن أن يكون خاليا
وعليه أن يحتل كل فراغ
أقبلت هي أم أبت 
وكان له ما كان
وبدأت الأيام ترد  لها ماقد أعطته لها
في سابق الليالي
وكان يطل كالقمر الساحر ليلة اكتماله
رائع .. فضي لامع متعالي
لا يهمه بريق النجوم ولا بريق العيون
يتحدث بنذر كلمات
يغلي الدم داخل عروقه
في الصباح عيوني لم ترى كل الأشياء
في المساء ... تعبت فقد تكلمت فوق طاقاتي فوق ما انا عليه معتاد
فيرحل تاركا وراءه فراغا وأسلئة لا تنتهي
تاركا وراءه دمعة تزهر على وجنتيها وتمسحها
وسادتها
تدمع دموعا مرة
ولا يسمع صريخ روحها ولا أنين نفسها
راحلا هاربا منها
مشتاقة نازفة صامته
إلى أن تعلمت من دموعها القوة
ومن ضعفها الأناة
أتت ليلة وأخبرته انها سترحل
ستمضي قدما ... فالحياة لا تنتظر أكثر
فإن كان نصف الكون بين يديه
فالنصف الآخر مازال بين يديها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق